العلم يكتشف المزيد من الفوائد للشاي الأخضر
قدرة الشاي الأخضر على محاربة السرطان أكثر قوة وتنوعا مما كان العلماء يظنون، وفقا لما يلمح إليه باحثون.
ويعرف العلماء بالفعل أن الشاي الأخضر يحتوي على مواد مضادة للتأكسد يمكن أن يكون لها أثر وقائي ضد السرطان.
من المرجح أن المركّبات الموجودة في الشاي الأخضر تعمل عبر مسارات عديدة مختلفة
البروفسور توماس جاسيويز
ولكنهم اكتشفوا حاليا أن المواد الكيماوية في الشاي تسد الطريق أيضا أمام جزيء رئيسي يمكنه أن يلعب دورا هاما في تطور السرطان.
والجزيء، المعروف باسم مُستَقبِل هيدروكربون الآريل، والمعروف اختصارا باسم "إيه أتش"، لديه قدرة على تنشيط الجينات، ولكن ليس بطريقة إيجابية على الدوام.
ويعطل دخان التبغ ومواد الديوكسين، على وجه الخصوص، وظيفة الجزيء ما يجعله يطلق العنان لنشاط جيني يحتمل أن يكون مؤذيا.
ووجد باحثون من جامعة روتشستر أن هناك مادتين كيماويتين في الشاي الأخضر تعيقان نشاط هيدوركربون الآريل.
مركَّبات مشابهة
والمادتان الكيماويتان مشابهتان لمركّبات يطلق عليها إسم فلافونويد، والتي توجد في القرنبيط الأخضر، والملفوف، والعنب والنبيذ الأحمر، والتي يعرف عنها أيضا أنها قادرة على الوقاية من السرطان.
وقال الباحث البروفسور توماس جاسيويز: "الشاي الأخضر قد يعمل على نحو مختلف عما كنا نظنه لكي يقوم بنشاطه المقاوم للسرطان".
إن أسباب السرطان معقدة ويمكن لكل من الحمية الغذائية وتركيبتنا الجينية أن تعملا معا لكي تؤثرا على خطر إصابتنا بالمرض
الدكتورة جولي شارب من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا
وتابع قائلا: "من المرجح أن المركّبات الموجودة في الشاي الأخضر تعمل عبر مسارات عديدة مختلفة".
وأظهر فريق روتشستر أن المواد الكيماوية تغلق مستقبلات هيدروكربون الآريل في الخلايا السرطانية لدى الفئران.
وتشير النتائج الأولية إلى أن هذا الأمر يصدق أيضا في الخلايا البشرية.
ولكن العلماء يقولون إن النتائج في المختبرات لا تترجم بالضرورة إلى الحياة اليومية حيث أن العامل الحاسم هو كيفية تفكك الشاي الأخضر في داخل الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الفروقات بين مختلف أنواع الشاي الأخضر.
وقالت الدكتورة جولي شارب، وهي مسؤولة في قسم المعلومات العلمية في معهد أبحاث السرطان في بريطانيا: "البحث يصف مواصفات إضافية للشاي الأخضر يمكنها أن تكون نافعة ولكنها يجب أن تُخضَع لتجارب كما ينبغي".
وأضافت: "إن أسباب السرطان معقدة ويمكن لكل من الحمية الغذائية وتركيبتنا الجينية أن تعملا معا لكي تؤثرا على خطر إصابتنا بالمرض".
وأردفت: "إن معهد أبحاث السرطان في بريطانيا يعكف حاليا على إجراء دراسة واسعة النطاق على الحمية الغذائية والصحة لإجراء بحث على العادات الطعامية لأكثر من نصف مليون شخص في عشر دول أوروبية لمحاولة الإسهام في حل هذا التعقيد".