الصمت لغة بيضاء
لكن من يعي هذه اللغة البيضاء؟
في زمن الصخب
والأصوات العالية
في زمن هدير الحناجر
من يصغي إلى اللغة البيضاء
من يصغي إلى الصمت؟
وهل هناك من يجيد هذه اللغة؟
وهل هناك من هو على استعداد
كي يتخلى عن لسانه الطويل
وفمه الذي يشبه مغارة داكنة؟
هل هناك من يعلن عن وجوده صامتا؟
من يلوذ بالصمت في هذا الزمن الثرثار
يعدونه غبيا، وقليل الحيلة، ويضعونه
في قائمة البلهاء..
لكن هؤلاء الذين جربوا الكلام طويلا
ماذا حصدوا بعد طول تجربة؟
لا شيء أبدا..
إذن ماذا لو جربوا تعلم تلك اللغة البيضاء؟
ربما وفروا على أنفسهم عناءً كثيرا ً
وربما لن يصابوا بصداع كريه
ولن تحترق أعصابهم كما يحترق الحطب في المواقد
إذن دعونا نجرب هذه اللغة البيضاء
فلربما حدث شيء جميل لم نكن
نتوقع حدوثه في حياتنا الصاخبة.